من لطائف اللغة

من لطائف اللغة :
إذا أنت أخذت لفظ "أمريكا" وتعاملت معه على أساس أنه لفظ عربي.
وأرجعته إلى المادة الثلاثية التي يتركب منها.
وجعلت الزوائد هي الهمزة والياء وألف المد الأخيرة. فبقيت مادة "مرك"

تجد لها ذكرا في تاج العروس وأصله . وقالوا في معناها:"ومرك ككتف : المأبون".

ومعنى المأبون المتهم بسوء النية، وبخبث الطوية، والذي يفعل الفعل الشنيع المعاب عليه، ومن لا يستأمنه الناس على أمورهم. وما يأتينا من ساسة أمريكا، من التقارير والأخبار، ومن الخطب واللقاءات، ومن الإعلانات. يكاد ينطق بــ "المراك" أي النفاق والخبث وسوء الطوية.
وهذا غير مستغرب ممن كان المرك اسما له، وعلما عليه.

هذا ما حدثتنا به المعاجم. وهذه صفة أمريكا - افتراضيا - في عيون المعاجم العربية.

وقريب منه لفظ "أوربا" فيمكن إرجاع مادته بعد حذف الزوائد إلى الأرب والمصلحة.
فحيثما دار الأمر إذا دار على نفاق وكذب، وعلى طمع في مصلحة متوقعة، وعلى مخاتلة ومخادعة.
والواقع يشهد لهذه المعاني، وتزيدها الأيام تأكيدا وإبرازا.